رجال يعذبون زوجاتهم في الفراش
العنف الجنسي صدمة تفسد العلاقة مودتها :
بعض الرجال لا يدركون أن العلاقة الحميمة هي علاقة قائمة
على الحب والمودة والاحترام بين الطرفين
فمعظمهم يتعاملون مع الزوجة على أنها أداة ووسيلة للمتعة فقط
حتى لو كانت هذه المتعة قائمة على أساليب تعذيب مختلفة
كالضرب والإهانة والغلظة في المعاملة .
وهذا ما يسمي بالعنف الجنسي حيث تؤكد الدكتورة هبة قطب ـ أستاذ الصحة الجنسية ـ
أن العنف الجنسي يتعارض تماماً مع المعني الأسمى للعلاقة الزوجية الصحيحة
فهو صدمة قوية جداً بالنسبة للزوجة لأنها دائماً ترسم حياة معينة ومختلفة بعد الزواج
لكنها تصدم عندما تتقابل مع العنف والغلظة في اللقاء الحميمي .
وتذكر د. هبة أن العنف في معظم أحواله يقع من الزوج على الزوجة
وفي أوقات قليلة جدا يكون واقع من الزوجة وهنا تكون صدمة الرجل أكبر بكثير
لأن المرأة بطبيعتها رقيقة وعندما تتحول في هذه النقطة
فالرجل يقلق منها ويصدم من تحولها المفاجئ
موضحة أن العنف الجنسي له درجات منها المقبول ومنها غير المقبول
وهو أنواع منها المرتبط بالاضطرابات النفسية أو الأمراض النفسية
أو الذكريات السيئة وعلى أساسه يتعامل الرجل مع زوجته .
ونحن لا ننكر أننا عندنا جهل شديد بأصول العلاقة الجنسية
فنحن ندرك الجانب الوظيفي فقط للجنس
أي الجانب الأدائي الذي يؤدي إلى إنجاب الأطفال
لكن ما حول هذا الجانب فهو دائماً به نقص لدينا
لذا قد تترجم الزوجة غير المدركة أصول العلاقة “الفانتازيا الجنسية”
والخروج عن الأوضاع التقليدية أنه عنف جنسي .
وأنواعه إما صادر أو وارد بمعني أن هناك ما يسمي بالسادية
أي شخص سادي وهو الذي يتلذذ بعذاب الآخرين
وأحياناً يكون داخل العلاقة الجنسية فقط ومع الزوجة فقط
وأحياناً يكون شخصيته كلها سادية أي في حياته الزوجية والعملية
ويكون واضح جداً مع الشخصيات ذات السلطة .
والنوع الثاني وهو المرتبط بالجنس وهي المازوخية
أي استقبال مؤثرات مؤلمة جسدياً
وهذا ما يجعله يتلذذ بالجنس ويستمتع بها
وهناك أشكال وصور عديدة للمازوخية والسادية
والفيصل بين الفانتازيا الجنسية والعنف الجنسي
هو مدي تقبل الطرفين والرضا بين الزوجين .
وتوضح د. هبة أن هناك بعض الزوجات اللواتي لا يقبلن بهذا الأسلوب العنيف
ويطلبن من أزواجهن أن يغيروا الأسلوب وطريقة المعاملة
فإذا استجاب الرجل للطلب وغير من أسلوبه وطريقته
فهو بذلك شخص سوي وطبيعي أما إذا لم يستجيب لها
فهو بذلك وصل إلى مرحلة الانحراف الجنسي
أي ليس له سبيل إلى أن يشعر باللذة إلا بهذه الطريقة
وهنا تظهر الخلافات التي قد تؤدي إلي الطلاق .
وتنصح د. هبة كل زوجة بعدم استخدام الهزار بالأيدي بين الزوجين في أي وقت من الأوقات
لأنه من الممكن أن يتعود الرجل على هذا الهزار ويستخدمه أثناء العلاقة الحميمة
ويقوم باستخدامه في سبيل الهزار ويدخل في إطار العنف الجنسي .
أفصحي عما بداخلك
وحول ظاهرة العنف الجنسي ضد الزوجة تذكر د. دينا شكري أستاذ الطب الشرعي والسموم جامعة القاهرة
أن هذه الظاهرة لها أبعاد كثيرة وسلبياتها ليست على الأسرة فقط بل على كيان الأسرة ككل .
وأوضحت أن العنف الموجه للمرأة لا يقتصر على العنف البدني فقط
بل يوجد العنف النفسي الذي يعتمد على الإهانة أيضاً فهو من أشد أنواع العنف
موضحة أن الإصابات التي تتعرض لها الزوجة
التي تنتج عن العنف أثناء العلاقة الجنسية لا تفصح عنها لأحد
وأن معظم الحالات في مصر لا يفصحن عن ما يحدث
ويتقبلن الموضوع رغما عنهن .
وأضافت د. دينا أنه ليس بالضروري أن يكون الشخص سادي
لأن هناك أنماط كثيرة من الشخصيات تؤدي إلى العنف مع الزوجة
لذا يجب أن نجعل المرأة تفصح عما بداخلها لكي يتم تشخيص هذا الرجل
ومعرفة أسباب ما يفعله أو يجعله يلجأ للعنف الجنسي
هل هو فعلاً شخص مريض ويحتاج لعلاج أم هي لديها حالة من الخجل المرضي
الذي يمنعها من ممارسة حقوقها بشكل طبيعي .
علاقة مودة ورحمة
أما الشيخ سلامة عبد القوي ـ داعية إسلامي ـ
يؤكد أن الحياة الزوجية قائمة على المودة والرحمة قال الله تعالي
“وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا
وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ “
فإذا انعدمت المودة والرحمة التي يمكن أن تلخص في كلمة واحدة هي
” الحب ”
وأسمي معان الحب يشعر بها الزوجان عند اللقاء الحميمي
فإذا تعامل الرجل مع زوجته بحدة أو بغلظة وعنف ولم يراعي أدمية ولا مشاعر الزوجة
فهو بدون شك فظ غليظ وعنيف وهذا العنف نهي عنه النبي ” ص ” حيث قال صلى الله عليه وسلم
” إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً “
فإذا كان النبي ” صلي الله وسلم ” نهي عن هذه المعاملة مع الناس عموماً
فما بالكم الرجل مع زوجته أليس من باب أولي أن يتعامل معها بحب وحنان ومودة
ويقول النبي صلي الله وعليه وسلم
” اتقوا الله في النساء فإنهن عوان عندكم ، أخذتموهن بأمانة الله
واستحللتم فروجهن بكلمة الله ، ولهن عليكم رزقهن ، وكسوتهن بالمعروف “
فيجب أن يسمو الرجل في معاملة زوجته وأن يتقي الله فيها ويراعي مشاعرها
لكي تتمسك به إلى الأبد .