الفرق بين الحب والجنس
نضع بين ايديكم مساحة كل من الحب والجنس فى الوعى الانسانى وارتباطات كل منهما .
الجنس
( فى حالة انفصاله عن الحب ) فعل جسدى محدود زماناًًًً ومكاناً ولذة , أما
الحب فهو احساس شامل ممتد فى النفس بكل أبعادها وفى الجسد بكل أجزائه ,
وهو لا يتوقف عند حدود النفس والجسد بل يسرى فى الكون فيشيع نوراً عظيماً
.
الجنس حالة مؤقتة تنتهى بمجرد إفراغ الشهوة , أما الحب فهو
حالة دائمة تبدأ قبل إفراغ الشهوة وتستمر بعدها , فالشهوة تعيش عدة دقائق
والحب يعيش للأبد .
والرغبة الجنسية بين الزوجين قد تذبل أو تموت
فى حالة المرض أو الشيخوخه , ولكن الحب لايتأثر كثيراً بتلك العوارض فى
حالة كونه حباً أصيلاً .
الحب غاية والجنس وسيلة
الحب شعور مقدس والجنس ( فى حالة أنفصاله عن الحب ) ليس مقدساً .
الحب يخلق الرغبة فى الاقتراب الجميل والتلامس الرقيق والتلاقى المشروع تحت مظلة السماء ويأتى الجنس كتعبير عن أقصى درجات القرب .
المحبون
ليسوا متعجلين على الجنس كهدف ... وإنما يصلون إليه كتطور طبيعى لمشاعرهم
الفياضة وبالتالى حين يصلون إليه يمارسونه بكل خلجات أجسادهم وبكل جنبات
أرواحهم , وحين تحدث الشهوة يهتز لها الجسد كما تهتز لها الروح .
الجنس فى كنف الحب له طعم آخر مختلف تراه فى نظرة الرغبة الودودة قبله وأثناءه وتراه فى نظرة الشكر والإمتنان ولمسات الود من بعده .
الحب
هو التقاء انسان ( بكل أبعاده ) بإنسان آخر ( بكل أبعاده ) .... .. أما
الجنس ( المجرد من الحب ) فهو التقاء جسد محدود بجسد محدود , وأحيانا لا
يكون التقاء جسد بجسد بل التقاء عضو جسدى بعضو جسدى أخر .
وفى ظل
الحب يتجاوز الجنس كثيراً من التفاصيل فتصبح وسامة الرجل أو فحولته غير
ذات أهمية , ويصبح جمال وجه المرأة أو نضارة جسدها شيئا ثانويا .. الأهم
هنا هو الرغبة فى الاقتراب والالتقاء والذوبان .
حين يلتقى اثنان
فى علاقة غير مشروعة ومنزوعة الحب فإنهما يكرهان بعضهما , وربما يكرهان
أنفسهما بعد الإنتهاء من هذه العلاقة الآثمة ويحاول كل منهما الإبتعاد عن
الآخر والتخلص منه كأنه وصمة ... أما فى حالة اللقاء المشروع فى كنف الحب
فإن مشاعر المودة والرضا والإمتنان تسرى فى المكان وتحيط الطرفين بجو من
البهجة السامية .