قصة شيث عليه السلام وقصة إدريس عليه السلام
قصة شيث عليه السلام
لما مات آدم عليه السلام قام بأعباء الأمر بعده ولده شيث عليه السلام وكان
نبياً. ومعنى شيث: هبة الله، وسمياه بذلك لأنهما رزقاه بعد أن قُتِلَ هابيل
قصة إدريس عليه السلام
ادريس عليه السلام هو أحد الرسل الكرام الذين أخبر الله تعالى عنهم في كتابة
العزيز، وذكره في بضعة مواطن من سور القرآن.
قال تعالى: { وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا
نَبِيًّا(56)وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا
عَلِيًّا(57) } مريم
وهو ممن يجب الإيمان بهم تفصيلاً أي يجب اعتقاد نبوته ورسالته على سبيل
القطع والجزم لأن القرآن قد ذكره باسمه وحدث عن شخصه فوصفه بالنبوة
والصديقية.
نسبه:
هو إدريس بن يارد بن مهلائيل وينتهي نسبه إلى شيث بن آدم عليه السلام واسمه
عند العبرانيين (خنوخ) وفي الترجمة العربية (أخنوخ) وهو من أجداد نوح عليه
السلام. وهو أول بني آدم أعطي النبوة بعد (آدم) و (شيث) عليهما السلام،
وقد أدرك من حياة آدم عليه السلام 308 سنوات لأن آدم عمر طويلاً زهاء ألف
سنة.
حياته:
وقد اختلف العلماء في مولده ونشأته، فقال بعضهم: إن إدريس ولد ببابل، وقال
آخرون إنه ولد بمصر والصحيح الأول، وقد أخذ في أول عمره بعلم شيث بن آدم،
ولما كبر آتاه الله النبوة فنهى المفسدين من بني آدم عن مخالفتهم شريعة
(آدم) و (شيث) فأطاعه نفر قليل، وخالفه جمع خفير، فنوى الرحلة عنهم وأمر
من أطاعه منهم بذلك فثقل عليهم الرحيل عن أوطانهم فقالوا له، وأين نجد إذا
رحلنا مثل (بابل) فقال إذا هاجرنا رزقنا الله غيره، فخرج وخرجوا حتى وصلوا
إلى أرض مصر فرأوا النيل فوقف على النيل وسبح الله، وأقام إدريس ومن معه
بمصر يدعو الناس إلى الله وإلى مكارم الأخلاق. وكانت له مواعظ وآداب فقد
دعا إلى دين الله، وإلى عبادة الخالق جل وعلا، وتخليص النفوس من العذاب في
الآخرة، بالعمل الصالح في الدنيا وحض على الزهد في هذه الدنيا الفانية
الزائلة، وأمرهم بالصلاة والصيام والزكاة وغلظ عليهم في الطهارة من
الجنابة، وحرم المسكر من كل شي من المشروبات وشدد فيه أعظم تشديد. وهو أول
من علم السياسة المدنية، ورسم لقومه قواعد تمدين المدن، فبنت كل فرقة من
الأمم مدناً في أرضها وأنشئت في زمانه مائة وثمانية وثمانين مدينة .
وفاته:
وقد أُخْتُلِفَ في موته. فورد أن الله أوحى إلي إدريس: أني أرفع لك كل يوم
مثل جميع عمل بني آدم - لعلهم من أهل زمانه - فأحب أن يزداد عملاً، فأتاه
خليل له من الملائكة، فقال له: إن الله أوحى إلي كذا وكذا فكلم ملك الموت
حتى أزداد عملاً، فحمله بين جناحيه ثم صعد به إلى السماء، فلما كان في
السماء الرابعة تلقاه ملك الموت منحدراً، فكلم ملك الموت في الذي كلمه فيه
إدريس، فقال: وأين إدريس؟ قال هو ذا على ظهري، فقال ملك الموت: يا للعجب!
بعثت وقيل لي اقبض روح إدريس في السماء الرابعة، فجعلت أقول: كيف أقبض روحه
في السماء الرابعة وهو في الأرض؟! فقبض روحه هناك. فذلك قول الله عز وجل
{وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً