ليله الدخله
. السلام عليكم ورحمة ﷲ وبركاته
إنها ليلة العمر، وحلم العزوبية، هذه الليلة التي طالما حلم بها كل شاب، وتمنتها كل فتاة، ليلة جمع فيها بين حبيبين، فتاقت أجسادهما إلى معانقة بعضها البعض، لتفضي بكل مشاعر الود والحب والوئام .
أول ليلة زواج هي الليلة التي لا يمكن أن تنسى ولو طال الزمان، فقد خلدت في الذكرى .
إنها ليلة اللقاء الشرعي، والاتصال العاطفي الجنسي، على وفق الشرع الحكيم، قد التزم فيها كل من الزوجين الأحكام الشرعية والآداب المرعية في لقائهما الجسدي، فبورك لهما من شرع مطهر، وعرف موقر .
إنها ليلة قد أسرجت بشموع التلاقي، بنورها أنارت ظلمة الخوف والقلق، وأزالت بشعاعها وحشة الخلوة، فعم ذلك أرجاء الغرفة .
إنها ليلة ينبغي أن تملأ بالمشاعر الفياضة والأحاسيس المرهفة، والأهازيج الندية من العبارات والأفعال المعبرة الجميلة .
إنها ليلة ينبغي أن تخلو من أي مكدر أو منغص يعكر على الزوجين والعشيقين ليلتهما الغالية الجميلة .
إنها الليلة التي ينبغي للزوجين أن يسعيا إلى توفير الجو الهادئ، والأنس الدافئ، والحنين الهانئ الذي يهيئ
نفسيتهما وجسديهما ليستمتعا بليلتهما الوردية .
إنها الليلة التي تتسم بالبساطة والعفوية في التعامل والسلوك، فقد ابتعد كل من الزوج والزوجة عن التكلف المفتعل، والتعقيد المبتذل، وأقبلا على بعضهما البعض لا تعوقهما عوائق، ولا تحجزها حواجز .
إنها الليلة التي تظهر فيها براعة الزوج في احتواء زوجته، وفي إسباغها بمشاعر الود واللطف، وكسر حاجز الخوف والقلق من قلبها، بعباراته الجميلة، ومداعبته الأنيقة، ولمساته الحانية، قد أشعرها بالأمان والاطمئنان، فاسترخت عضلاتها، وألانت أجزاؤها للوصال، ففضت بكارتها بأقل ألم وراحة بال .
إنها الليلة التي تتجلى فيها حكمة الزوج في اتصاله الجنسي بزوجته، قد ابتعد عن الاستعجال المضر، والفعل المخل، في فض بكارة زوجته، فراعى نفسيتها، واستشعر ألمها، فسكّن روعها، وطمأن خوفها، وساعدها في الطرق والوسائل المزيلة للأوهام، المخففة عنها من تلك الآلام .
بارك ﷲ لكما في ليلتكما وفتح لكما فيها أبواب السرور والسعادة التي لاتغلق أبدا .