زواج المسيار بين المجيزين والمانعين (قضية للبحث)
اعتبر الشيخ عبد الله المنيع عضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية أن زيجات المسيار والمصياف والفرند (الأصدقاء) والزواج بنية الطلاق، "نكاح متعة لا يجوز شرعا"، مخالفا بذلك ما أفتى به بعض العلماء السعوديين من جواز بعض تلك الزيجات.
وقال الشيخ المنيع إن زواج المسيار أصبح فاحشا، بعد أن كان الاعتراف به سائدا، وذلك جراء التطبيقات السيئة والاستغلال المقيت من بعض النساء اللاتي اكتشف ارتباطهن بأكثر من زوج في وقت واحد، إذ تحدد لأزواجها أياما تنظمها بنفسها حتى لا يحدث تضارب في مواعيد الأزواج.
وأضاف في محاضرة ألقاها بالعاصمة الرياض قبل يومين (23/ 5/ 1340هـ) أن هناك مجموعات تستخدم طرقا سيئة "كأن يذهب البعض إلى الدول الآسيوية، مثل إندونيسيا، بحجة الدراسة أو العمل، وهو في الحقيقة يهدف إلى الزواج المؤقت"،.
غير أنه لفت إلى نماذج لمجموعة من الطلبة المبتعثين الذين تزوجوا من الولايات المتحدة وأوروبا بنية الطلاق خلال فترة دراستهم، إلا أنهم ارتبطوا بزوجاتهم بشكل قوي، وأنجبوا منهن، ثم قدموا بهن إلى السعودية، إذ كن زوجات صالحات.
ناكح متعة
ووافق المنيع بذلك، مفتي السعودية،شماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، الذي أكد في وقت سابق حرمة زواج "المسفار"؛ حيث اعتبره زواج "متعة"، قائلا إن هذه الزيجة غير جائزة، واصفا المسافر للزواج بنية الطلاق حال عودته بأنه "ناكح متعة"، باعتبار أنه يعلم متى يعود، وهذا محرم شرعا.
وحذر المفتي من سوء عاقبة من يسترخص بنات المسلمين، مشددا على أن هذه الزيجات لا ترضي الله ورسوله، كما أنها تترك آثارا اجتماعية خطيرة على حالة الفتيات وعلى الأطفال الذين قد يأتون ثمرة لهذه العلاقة.
زواج صحيح
بينما خالف الفقيه السعودي عبد المحسن العبيكان ما ذهب إليه الشيخان ابن منيع وآل الشيخ من تحريم زواج المسيار.
وقال العبيكان في تصريحات لـ"إسلام أون لاين.نت" إن "زواج المسيار هو نكاح جائز وصحيح، فإذا توفرت أركان وشروط النكاح الشرعي في أي نوع من هذه الزيجات، فإن ذلك يجعله صحيحا وموافقا للشرع، زواج المسيار معلومة أركانه وشروطه لذا لا يصح جعله في خانة المحرم".
وأضاف أن "زواج المسيار الذي تُسقط فيه المرأة حقها في النفقة والكسوة والسكن، وتريد فقط الاستمتاع المباح بالنكاح، هو نكاح جائز وصحيح، بشرط أن تتوفر فيه الأركان والشروط المعروفة"، مشددا على أن "إسقاط الحقوق مشروع وجائز".
وفي وقت سابق، أجاز العبيكان ما يسمى بـ"زواج الوناسة"، الذي لا يشتمل على المعاشرة الجنسية بين الزوجين، معتبرا أنه "زواج مكتمل وصحيح؛ لأنه غير مشروط بمدة زمنية معينة، وأن المرأة في هذا الزواج تتمتع بكامل حقوقها الزوجية من الإنفاق والسكن وغيره من الحقوق، ما عدا المعاشرة الزوجية".
في ذات السياق، أجاز الدكتور عبد الله المطلق هيئة كبار العلماء- الزواج بنية الطلاق، "بشرط عدم إبلاغ الزوجة بهذه النية".
وقال في محاضرة عامة ألقاها على الطلاب السعوديين المبتعثين إلى شرق آسيا: "يجوز للمبتعثين في الخارج الزواج من بلد الابتعاث بنية الطلاق إذا خشي المبتعث على نفسه، بشرط أن لا يخبر الزوجة بنيته تلك".